حوار جار عليه الزمن...

حوار جار عليه الزمن


--------------------------------------------------------------------------------




قالت: بكلماتك اسعفتني وكأنَّك أعدت المتانة لحبلٍ كانَ على وشكِ أن ينقطع . فقلت:فلو كانت لديكِ كادت ان تنقطع , فلديَّ عكسها فهل يحيا الانسانُ بوريدٍ منقطع.
قالت:قرأتها وتمنيتُ لو أنك تلقيها أمامي وأنا أستمع.
فقلت:فإن ألقيتها وكنتي تستمعين أنت فأنا بإلقائها أستمتع.
قالت:أعجز عن وصف ما بداخلي فبي خجلٌ منكَ تكسوهُ الثقةُ فشعوري سهلٌ ممتنع.
قلت:لا أعجز عن وصفِ ما بداخلي فبقلبي قُبَلٌ منكي تكسوها شوقٌ فشعوري صعبٌ وممتع.
قالت:كان قلمي يتلعثم كلما ارادَ أن يكتبَ فأراهُ يكتبَ ويمحو ويتراجع ويرتجع.
فقلت:كان قلمي يتألقُ كلما كتبتُ لكِ فتعالي وانظري اليهِ يرسمُ شعوراً ويتحاشى مشاعر ويبدع.
قالت: عشرات الصفحاتِ أهدرها قلمي ليصلَ إلى ما يسعى لقولهِ وكلي عليه يجتمع.
فقلت: آلافُ المجلداتِ يملأها قلمي فسعى ولم يصل ولن يصل طالما على كلماتكِ يتضجع.
قالت: فاختصر هو وقال المفيد واعتذاري منك إن لم أجد أو أُفيد.
فقلت: فإن لم أختصر لملأتُ كل صفحاتِ البريد فهل ينفع إعتذارُ النارِ إن صهرت الحديد فاصهريني واسهري لي فمن كثرةِ الانصهارِ أصبحتُ رجلا من جليد.
قالت : يعجبني شخصكَ يا رجلاً أدعوه إلى مائدةِ الكلماتِ المتواضعه لأعلمكَ بأنني بكلماتك أقتنع.
فقلت : تدغدغني شخصيتكِ يا امرأةً أدعوها إلى قصورٍ من الكلماتِ المتلألئه لأعلمكِ بأني بين خلايا كلماتكِ تائهٌ ومُتَقَطّع.